فليأخذوك هنيئاً لهم تلك المعجزة التي صنعتها روحي المجنونة !
لا تخف سأبتسم فأنت و جميعهم يعرفون أنني أملك أجمل ابتسامة مصطنعة
و أملك أطول شعر يخفي ملامح السواد تحت عيني و حتى نحول جسمي
صدقني لن أرتبك لن أنحني لن أبكي لن أشيح بوجهي بعيداً سأدعك تحدق بي جيداً
سأجعلك تقرأ كل كلمة تقولها عيناي سأدعك تتوغل للمرة الأخيرة في روحي
لترى العتمة و تفقد الشعور بالحياة ستشعرُ أنك بداخل قبر لا تعتقد أبداً أنه قبرك
أو أنك في هذا المكان المخيف سيحكمُ عليك بالإعدام أو النفي البعيد
فهذا المكان لا ينتمي لأحد غيري تغافل عن البرد فالشتاء لم يعد فصلاً من فصول السنة بل السنة بأكملها
فلا تستغرب ذلك و تبدأ بالبحث عن مدفأه فلقد حرقتُ الكثير من عمري الجميل لأشعل ناراً تزيدني برداً
فلا فائدة ترجى فقط تجنب أن تتعارك مع الصور و الضحكات و الدموع و الأصوات
و الوعود و السعادة و الأحلام و الأمنيات و الأحزان ...
و لا تقترب أبداً من الحب فهو مسعور جداً قد يفتكُ بك سريعاً و تسقط في حفرة
أتعلم تلك الحفرة كنت أبحثُ فيها عن شيء يدعى ( الأمل ) وقع مني خلسة عندما تشاجرت معه
و كما ترى لا شمس فهي لم تشرق منذُ سنوات هنا و لا فيضٌ من انوار و لا نار و قد يكون بجانبي
و لكن ما باليد حيلة فهو أصم و أبكم و أعمى ! لا يسمعني لا يجيبني و لا يراني ! فكيف أجده أو يجدني !؟
فقط أمضي في طريقك و لا تنزعج أبداً من هذه الفوضى فهي رفيقة الوحدة
التي ترسخ جذورها بأعماقي و تحكمُ المكان فلا منفذ و لا فرار
و لا تفكر كثيراً بحالي فالأمن مستتب و أشعرُ بالاطمئنان
بالرغم أنني منزوعة المشاعر كالجثث إلا ان هذا يدفعني للنزول أكثر لأعماق نفسي و يكون الاستقرار قد حل علي لأغادر العالم الخارجي الذي يرى أنني أستطيعُ الرقص بأرجلٍ مبتورة
و الغناء بصوتٍ مكتوم و الهطول سعادة على نفسي !!!!!!!!!!!!