كيف يا صديقي أبدأ الحديث ..
كيف أتجاهل حزني و وحدتي و قلبي السقيم
و أمشي إليك في خط مستقيم !
فأنا اذهب بعيدًا عنك .. أحيد عن الطريق ..
و أنت تعبر بهدوء .. تتحدث بهدوء
و ترحل تاركًا أوراق الخريف..
و أمطار الشتاء التي لم تأتي بالربيع !
فالنجوم تهرب مني و الصبح لا يكاد ينير
و هذا الفجر يشبهك غارق في صمت طويل ..
و أنا أخيط جرحي و أقيد دموعي أن تسيل ..
أهرب من فيروز و منك و من كل لحن سعيد ..
لأقع في حفرتي و يبتسم حظي القليل ..
محاطة أنا بالموت و الصقيع ..
و ما من أحد يسمعني
أو يفهم حديث عجوز في العشرين ..
و صبري يغلق علي الأبواب
و يتركني لشياطين الماضي و الأحزان..
أعدُ معها الخيبات ..
فتنال مني ذاكرتي ..
تعيدني لأحاديث الفجر و أحاديث الأمطار
و أطوي الحنين في قلبي و أنظر للسماء ..
هذه نجمة واحدة و هناك نجمتان ..
و الرابعة تهرب بعيدًا مع الظلام ..
أقف يا صديقي و الأشياء من حولي تدور
تشعلني و تطفئني بهدوء ..
تذهب بي بعيدًا و تعود ..
و أنا أتظاهر بالنوم ..
لربما ترجع الطيور ..
..