منذُ البدء كانت أمنياتي معلقة بكَ يا الله وحدك
حتى أنني كنتُ أطلبكَ أموراً صغيرة ببراءة الأطفال
لا أنسى ذلك اليومَ الذي كنتُ أتمنى به شنطة مدرسية مريحة تسيرُ على عجلات
فطبلتكَ أنت يا الله فجاء والدي يعطني إياها لتغمرني السعادة و أشكرك
لجئتُ إليكَ أشكو حرارة الصيف و أسألكَ المطر فلم تلبث أن تتلبد السماء
بالغيوم
و تهطلُ مطراً فتنبتُ الأرض زرعاً أخضراً طيباً و ترتوي الطيور و ألعبُ
أنا و الأطفال تحته نشكركْ
فكُل خيبات البشر تُـزهر عند لجوئهم إليك و ما كانت أحلامي عند بابكَ تأتي
بخيبة أبداً
و ما كانت جروحي تدمي بالقرب منك و ما كانت الاحزان تطوقني و أنا اشكوها
إليك
يـا ربي ما كنت أُشرِقُ إلا بك فأنتَ من تُهدِيني الصبرَ لأهطلَ على من
حولي الأمَل و السَعادة
فـأتيتكَ اليومَ و الحـــالُ مخيف و القلبُ كسير و الروحُ مكبلة بصمتٍ
رهيب
و الناس حولي تبكي تسالكَ نصرٌ قريب فانتَ قادر على كل شيء بيدكَ الأمر
كله و إليكَ المصير
أرزق اخواننا في سوريا نصراً يتحدثُ به التاريخ فلقد ضاقت بهم الدنيا
و ليسَ
بيننا رجلٌ يغارُ على الدين !
و هناك أطفالاً يُقتلون و أراملَ يصيحون و شيوخاً ينوحون
يَلقونَ مصيراً
تَدمي له القلوب
و ذلكَ من كرسيه يبطشُ بهم و أنتَ قادر على نسفه كقوم لوط
عاثَ في الأرض الفساد و أخذته العزة بالإثم فخذه يـــا الله أخذ عزيز
مقتدر
و أرح قلوبَ أمهاتٍ صبروا و اطفالاً بكوا و شيوخاً توجعوا و رجالاً قاوموا
برحمتكَ و جودكَ و فضلكَ و منتك يا ارحم الراحمين
آمين ♥